بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن الشيطان يتربص بالإنسان في كل حين , و يبحث عن اي ثغرة لمهاجمته و الشيطان يجتهد غند نوم الإنسان أعظم اجتهاد للنيل من الإنسان نظرا لضعف الإنسان الشديد عند النوم و النوم يكون علي مراحل و الجني يتربص وصول الإنسان لمرحلة أو أكثر من مراحل النوم دون غيرها ليعبث بالإنسان و يحاول إيذاءه , و قبل أن أكتب نصيحتي عن كيفية التحصين أبين مراحل النوم لتتضح الصورة بإذن الله تعالي
المرحلة الاولى:
و يكون الإنسان في هذه المرحلة أقرب إلي اليقظة و قد يشعر الشخص انه غير نائم و قد تستغرق هذه الفترة من 5 الى 10 دقائق.
المرحلة الثانية :
و هي مرحلة النوم الخفيف, دقات القلب تتباطأ و درجة حرارة الجسم تقل و هي بين النوم و اليقظة و هي للنوم العميق أقرب و هي أنسب مرحلة للشيطان ليحدث أذاه بإذن الله.
المرحلة الثالثة و الرابعة:
و هما مرحلتا النوم العميق, و المرحلة الرابعة اكثر عمقا من الثالثة.
و من المرحلة الاولى الى الرابعة تستغرق من 90 الى 120 دقيقة, كل مرحلة تستغرق من 5 الى 15 دقيقة,
و المرحلة الثانية و الثالثة تتكرر أثناء النوم و قد يحدث الإستيقاظ الكامل فتعاد المراحل كلها حتي يصل الإنسان للمرحلة الأخيرة و هي المرحلة التي يصعب فيها إيقاظ النائم و هي مرحلة الأحلام للإنسان الطبيعي الغير مصاب بأذي الجن (المصاب بأذي من الجن قد يحلم قبل هذه المرحلة)
فهذه المراحل الخمسة تكون دورة كاملة و الإنسان يمر بأكثر من دورة عند النوم في الليلة الواحدة
فأنسب مرحلة للشيطان هي المرحلة الثانية و الثالثة لكن الثانية أهم و أسهل للشيطان
السؤال الآن هو لماذا يؤذي الشيطان المرضي و تحدث الإنتكاسات عند النوم رغم التحصن بالأدعية و الأذكار عند النوم؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال أحب أن أبين أن هناك فارق بين الإنسان السليم و الممسوس , فالممسوس الخطر يحيطه من جوانب عدة فجهده لابد أن يكون أكبر للتحصين
فالإجابة عن السؤال السابق هأقول:
أن المصاب يتحصن عند النوم و ينام علي وضوء و ينفث و يمنسح جسده و يقرأ آية الكرسي ..........إلي آخره , وينام في راحة , ما دامت المراحل السابقة تمت كاملة من الأولي للخامسة , فممكن أن ينام ساعتين أو ثلاثة أو اكثر دون مشاكل , لطن من أين يأتي الخلل؟
يأتي الخلل عندما يمر الإنسان بالمرحلة الرابعة ثم يعود للمرحلة الأولي أو الثانية , لماذا...!؟
الجواب لأن الإنسان قد نقض وضوءه في الغالب و أصبح الجسم مكشوفا من جديد
سيقول قائل لكن النوم المستغرق ينقض الوضوء علي كل حال فما الحل؟
أقول أن النوم المستغرق من نواقض الوضوء شرعا و من الناحية الفقهية لكن من الناحية العملية فلا..ربما يبقي المسلم محصن متوضئ رغم النوم العميق مهما بلغت درجته...!!!
سيقول قائل : الساعي انحرف عن مسعاه ما هذا الكلام الذي يقوله؟
فأقول :
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلمالعين وكاء السه, فمن نام فليتوضأ).أخرجه الإمام أحمد وأبو داوود وابن ماجه والدارقطني والبيهقي
قال النبي صلى الله عليه وسلمالعين وكاء السه, فإذا نامت العينان استطلق الوكاء) أخرجه أحمد والطبراني
النبي صلى الله عليه وسلم ذكر العلة وهو أن النائم ينحل عنده الوكاء فلا يشعر بخروج الحدث منه فالنوم نفسه ليس سبب لنقض الوضوء علي قول طائفة من اهل العلم لكن السبب هو مظنة الحدث لا أن النوم هو الحدث نفسه
لكن ما الذي نستفيده من هذه المقدمة للوصول للتحصين الأفضل عند النوم؟
أولا: لا تكتفي أيها المريض بالنوم متوضئا و كفي , بل عليك أن تدخل الخلاء و تقضي حاجتك تماما بحيث لايبقي أثر لريح يمكن أن يخرج منك قبل النوم أو عند الإنتقال للمرحلة الثانية عند بداية النوم أو العودة لها بعد الإستغراق في النوم
ثانيا: إذا عدت بعد الإستغراق في النوم إلي المرحلة الأولي و هي المرحلة بين النوم و اليقظة من الأفضل أن تقوم و تتوضأ و تأتي بالأذكار كاملة من جديد
ثالثا: إذا عجزت عن القيام للوضوء فضع بجانب الفراش تراب أو شئ صالح للتيمم و تقرأ في كفيك و تنفث و تمسح جسدك و تقرأ آية الكرسي كما في السنة و تنام
رابعا: إن شعرت بريح في بطنك أو حاجة للتبرز أثناء النوم قم مباشرة و اقضي حاجتك و توضأ و أعد الأذكار كاملة.
خامسا: إن عدت للمرحلة التي هي بين النوم و اليقظة فلا تتكاسل و تقول الآن أقوم لأتوضأ أو أتيمم بل سارع بالنهوض لأن الشيطان سيلهيك فتدخل في المرحلة الثانية و تكون صيدا سهلا
سادسا: الإستعاذة و النفث علي اليسار ثلاثا عند الشعور بأي شئ غير طبيعي أثناء النوم مباشرة دون الإنتظار حتي تعلم ما هذا الشئ فإنه يمنع الأذي قبل وقوعه
سابعا: النفث علي اليسار يؤذي الجني جدا فلا تغفل عن رد كيد الشيطان بهو لا تقلل من أهميته
ثامنا: احذر الغفوات في وسائل المواصلات و في البيت فلابد من القراءة و النفث و مسح الجسد
هذا فما كان صواب فمن الله و ما كان من خطأ فمن نفسي و الشيطان و حفظنا الله و إياكم من كيد كل ذي شر
و الله أعلم
الشيخ الساعي